
١-لماذا لن يُبنى العراق مطلقاً!!؟
٢-ولماذا أفشلوا انتفاضة عام ١٩٩١ !؟
بقلم :- سمير عبيد
#لماذا لم يتقدم ولَم يُبنى العراق !؟
فعلا أحتارت الدول والحكومات!.
كيف تتعامل مع العراق؟
ومن يمثل العراق فعلا لكي تتفاهم معه وتشعر بالأمان عندما تتعاون معه ؟!!.
•فهل يمثل العراق رجالات الدين السياسيين وشركائهم زعماء الأحزاب والكتل السياسية ؟!
•أم الذي يمثل العراق هي الحكومة أم الرئاسة أم البرلمان أم الكتل السياسية أم التحالفات أم الحشد أم السفارة الاميركية أم السفارة الايرانية أم السفارتين معا، أم انظمة دول الخليج وغيرها !؟
•فالعراق يفتقر تماما لوحدة القرار ووحدة الفريق السياسي الذي يمثل العراق بشكل حقيقي !!.
#وبالتالي فحق الدول والحكومات أن تحتار وتتراجع من التعامل مع العراق . لأن العراق وسط خيوط متشابكة " شليلة وضايع راسها ".وبالتالي فالدول يهمها الزمن، وتهمها المصالح والمصداقية. ولا تتعامل مثلما تتعامل ويتعامل حكومات وساسة العراق !!. .
ففي العراق وبلا مجاملة لا قيمة للزمن. بدليل مشاريع متوسطة وكبيرة بدأت قبل ١٥ سنة، وقبل عشر سنوات ،وقبل خمس سنوات لازلت حبرا على ورق، أو تُركت بعد حجر الأساس مباشرة ،أو تُركت بنسبة ٥٠٪ أو ليس لها وجود اطلاقا وفقط على الورق!!!.
#والمفارقة ان ٩٠٪ من تلك المشاريع صُرفت مبالغها كاملة وذهبت لحسابات وبطون المافيات والعصابات المحلية والدولية !!. أما مصلحة العراق فليس هناك من يعمل من اجلها، او يدافع عنها الا فقط فئة قليلة جدا من الشرفاء والوطنيين المنتشرين في مؤسسات القرار وفِي المؤسسات العراقية وهؤلاء محاصرين ولا يُسمع رأيهم !!.
#وبالتالي فقط هم الاحرار والوطنيين الذين يدافعون عّن العراق ومصالحه. وبدلا من تشجيعهم تراقبهم الحكومات وأجهزتها الامنية وتتجسس عليهم وعلى هواتفهم وتحركاتهم وغيبت وسجنت قسما منهم ،وهناك مافيات تابعة للأحزاب ولدول معينة هي الاخرى تتصيد الوطنيين والأحرار. لا بل حتى اغتيل بعضهم وأخرون على قائمة الاغتيال والتهمة لانهم وطنيين واحرار .
لذا فالمصالح العراقية قُبرت وقرأوا عليها اللصوص والفاسدين الفاتحة وانتهى الموضوع. وبات العمل ومنذ ١٧ عاما من اجل مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية .
أما المصداقية... فباتت يتيمة في الوسط السياسي والحكومي والنيابي وعند صاحب القرار .وبات من لديه مصداقية مسخرة ويعتبرونه عامل معطل ...ولهذا لم يتقدم العراق ولَم يُبنى وَلَن يُبنى مادامت تلك الوجوه والاحزاب والثنائية الدينية والسياسية هي الحاكمة والمتنفذة في كل شيءفي العراق !!.
——————————-
#فليزعل من يزعل ...هاكم الحقائق !!.
اولا :-
فالعراق وفِي جميع حقب تاريخه السياسي الحديث لن يتغير نمط نظام قائم ويحكم ومهيمن الا بأنقلاب عسكري أو ثورة شعبية مرتبة لأن الشعب العراقي من أسرع الشعوب التي تلتصق بالحاكم خوفاً وطوعاً ، خصوصا اذا كان قوياً . وَلَن تحدث تلك الانقلابات والثورات الخاطفةالا بمساعدة خارجية باستثناء (ثورةالعشرين) فكانت شعبية وعفوية ولهذا سُرقت الثورة من قادتها ومن ولي دمائها واعطيت لغيرهم وحوصر اصحابها الحقيقيين ولا زالوا من الدرجة الثانية !!.
ثانيا :-
وكذلك انتفاضة عام ١٩٩١ ضد نظام صدام حسين هي الاخرى كانت بقرار شعبي ( لا عليك بماكينة اعلام نظام صدام وانظمة الخليج التي تقول ان ايران وراءها!!!. ) والحقيقة ان ايران هي من أفشلتها عندما منعت دخول شخص واحد أو اثنين من اسرة آل الحكيم المعروفة للشعب بمعارضتها لنظام صدام ليكون رمزاً تلتف حوله الناس .لأن انتفاضتهم كانت تبحث عّن رمز معروف ضد نظام صدام لتلتف حوله !!!.
——————————
#نقطة نظام :-
ولهذا سارع نظام صدام:-
١- لزج رموز دينية هو انتجها فقامت باحتواء الانتفاضة الشعبانية .
٢-ومن هناك ذهب لخيمة صفوان ذليلا فحصل على اذن قمع الانتفاضة من الجو من خلال طائرات الهليكوبتر وان من استنزع تلك الموافقة من الأميركيين لصالح نظام صدام ليس الجنرال سلطان هاشم بل هو الجنرال السعودي خالد بن سلطان كرهاً بالانتفاضة وذلك بسبب شعاراتها الدينية والطائفية ، وبسبب شعارات توالي أيران ملأت المدن العراقية ليلا ومن قام بها مخابرات نظام صدام فخدعوا امريكا والخليج واجهضوا الانتفاضة الوطنية عام ١٩٩١ !!!!!.
—————————————-
ثالثا :- فأنتفاضة عام ١٩٩١ كان لها الفضل بكسر حاجز الخوف من النظام. ولها الفضل الرئيسي باعتراف العالم بالمعارضة العراقية التي (كانت تائهة ومغمورة وفقط في ايران كمعارضة اسلامية وفِي سوريا كمعارضة البعثيين المنشقين ومعهم بعض الاسلاميين) ولكن بفضل انتفاضة عام ١٩٩١ اعترف العالم بالمعارضة ضد نظام صدام كممثل عّن الشعب العراقي...
#ولكن سرقها هؤلاء الحيتان وتلك الاحزاب التي كانت تمول من مخابرات الدول المستضيفة في الخارج ومنعوا تمثيل انتفاضة عام ١٩٩١ تماما لكي لا يكشفوا اجندات تلك المعارضة وعلاقاتها مع مخابرات الدول المستضيفة لها .وللاسف كان ٨٥٪ من رموزها يعملون لمخابرات الدول التي يعيشون بها ولهذا بعد سقوط النظام خطفوا الحكم ولا زالوا بدعم تلك الدول وتلك المخابرات !!
————
#ولكن كانت هناك حقائق يجب ذكرها !!.
بطبيعتي أتمسك بمهنيتي وبالحياد والخوف من الله عندما اتكلم عّن الملفات والحقائق التي تهم الوطن والشعب والاجيال وتاريخها. فحتى هذه الانتفاضة الشعبية التي اندلعت عام ١٩٩١ كانت لها أسباب لم تُذكر واعتبرها أن ( لولا الضوء الأخضر الدولي ، والديموغرافية الآمنة لِما اندلعت تلك الانتفاضة !!! )
ولكن قبل تفسير ذلك علينا الذهاب لأهم أسباب أندلاع الثورة
١- أن من حرّك الشعب ضد نظام صدام حسين هو منظر الجيش العراقي المنكسر والمهزوم بسبب قرارات وسياسيات صدام بحيث عندما كان منظرا مؤلما ضباطا ويرتب عالية ومتوسطة وصغيرة هاربه مشياً على الاقدام ويستجدون الملابس المدنية من الأ هالي للتخفي ناهيك عّن عشرات الآلاف من الجنود برتب مختلفة ..ومنظر طريق الموت الذي ابيد فيه ثلث الجيش العراقي والياته من خلال الطائرات الاميركية والسعودية والحليفة معهم .هنا كفر الشعب بصدام وبحزب البعث وبالنظام فثار ثأرا لجيشه الباسل !.
٢- الأستفزازات التي كان يمارسها البعثيون ورجال الأمن والاستخبارات ضد الاهالي وعلى الرغم من المنظر المؤلم لجيشهم وشعبهم زاد من روح التحدي ضد هؤلاء فكان سببا في الانتفاضة وكانت سببا في حصول معارك الكر والفر والأنتقام !.
٣- حالة الجمود والشلل الذي اصاب البلاد واختفاء القائد الضرورة ورجالاته وقادته من تطمين الشعب او تنوير الشعب وفقدان الاجوبة عّن مئات الاسئلة كانت سببا بالانتفاضة ضد النظام
٤- التحاق قسم من الضباط الغاضبين جدا على النهاية التراجيدية لجيشهم ومؤسستهم العسكرية بسبب غباء وعنجهية صدام حسين وعائلته واصهاره واخوته ..وعندما التحاقهم بالشعب حفزوا الناس على الثورة ضد نظام صدام ونجحوا !.
٥- عندما تراخى النظام خرجوا آلاف الهاربين من نظام صدام ومن حروب صدام من جحورهم ومن المناطق التي كانوا بختبئون بها ومن الاهوار والمستنقعات وقسما منهم متدرب والقسم الاخر باتت لديه انتماءات حزبية وسياسية فدخلوا المدن وفجروها ضد النظام !!.
٤- والأهم :-
هو نداء الرئيس بوش الأب للشعب العراقي ليقوم بالتمرد ضد نظام صدام حسين وهو يتكفل اي التحالف بحماية الشعب العراقي وحماية الذين يقومون بالتمرد ضد نظام صدام وبالفعل اطمئن الشعب العراقي وصدق بالاميركيين وخرج بقوة (وهنا أسميها لحظة التدخل الدولي ايضا ) فكان لهذا النداء دورا قويا في تمدد الانتفاضة افقيا في مدن العراق وتطورها نحو السلاح والتمرد !. ولكن وللاسف وعندما نجحت مخابرات صدام بخداع الاميركيين والخليجيين من خلال الشعارات ونشر الجداريات والصور للسيد الخميني ، والشيخ رفسنجاني ، وشعارات " لا شرقية ولا غربية " وشعارات الثورة الاسلامية في العراق ، وصور رجال دين من اصول ايرانية ، وانتشار مكبرات الصوت للخطب الشيعية والهتافات التي بعضها طائفية والفتك بجثث المسؤولين والبعثيين وشتم الخليج وشعارات ضد الشيطان الأكبر هنا نجح صدام بولادة ( خيمة صفوان ) والحصول على الضوء الاخضر لأفشال انتفاضة عام ١٩٩١ مع العلم لها شق كردي لم يتأثر بذلك !!.
٥- سبب مهم جدا :-
تزامن نداء الرئيس الأميركي بوش الاب للشعب العراقي للقيام بالتمرد ضد نظام صدام مع وصول الجيش الأميركي الى الناصرية وعزل الجنوب العراقي.هنا تشجع أبناء الجنوب جدا فقاموا بالتمرد والانتفاضة ضد نظام صدام حسين ( وهنا سر تقدم انتفاضتهم على انتفاضة النجف الأشرف ) وحتى تشجع الشعب في مناطق ومحافظات الفرات الاوسط من الانتفاضة ضد نظام صدام بسبب وجود الجيش الاميركي عند شمال الناصرية بحيث كان البعض منهم يذهب ليجلب منهم ذخيرة وهاونات وبنادق وحتى أصابع الديناميت ويعود لمحافظات الفرات الأوسط ولكن بعد ايام وتزامنا مع خيمة صفوان باتت القوات الاميركية تطرد الثوار وتهددهم بالاعتقال ان لم يعودوا الى مدنهم ، وتطور الأمر فقامت القوات الاميركية بأخذ سلاح الثوار ومصادرته وضربهم ضربا مبرحا .
وبعد ذلك جلبوا ( آله دائرية وفيها عكس ومقبض) واخذوا يجردون الثوار من سلاحهم فيضعون البندقية في تلك الدائرة ويضغطون على العكس المقبض فتصبح نصفين بحيث باتت هناك اكداس عالية من البنادق المدمرة .وبالفعل باشر النظام بالتقدم من الارض وعبر صواريخ ارض -ارض والقصف المدفعي والهاونات ضد المدن والقصبات والرمي بالطائرات المروحية وكانت الطائرات الأميركية المروحية والحربية تطير من تحت ومن جانبي طائرات صدام وتصور الدوشكات والصواريخ وعمليات الرمي ضد الشعب. ومرات عديده كانوا يحييون اي الطيارين الاميركان الطيارين العراقيين وهم يبيدون بالشعب العراقي... ولشارع ( كربلاء-نجف ) حديث آخر كيف حوله صدام الى شارع موت بحيث كانت الأجساد ملتصقة بالأسفلت !!!!!.
#وهناك اسرار لا يعرفها الشعب العراقي #وهي :-
حال انكسار الجيش العراقي وقبل نداء بوش الأب للعراقيين بالتمرد ضد نظام صدام كانت النجف تغلي وكانت الأجتماعات السرية متواصلة لعمل شيء ضد النظام واخراج محافظة النجف الأشرف من قبضة النظام لتكون ( ايقونة ) الثورة لِما لها من رمزية دينية وتاريخية ودولية..
فجاءت وفاة المرجع الوسطي الطيب المتواضع آية الله السيد ( يوسف السيد محسن الحكيم /رحمه الله ) وكان محبوبا من قبل الناس .وخصوصا من الشباب والمثقفين لأنه كان زاهدا وعراقيا خالصاً في نواياه ومشاعره وتعامله.
هنا قرر الاحرار والثوار النجفيون استغلال لحظة تشييع الجثمان في ٢٥ رجب ١٩٩١ اي قبل تاريخ انتفاضة شعبان بفترة. فتقرر حال ولحظة خروج جثمان السيد رحمه الله من مكتبة وحسينية آل الحكيم في رأس شارع الرسول في النجف يتم خطف الجثمان من المشيعين وحمله وسط هتافات وشعارات ثورية ووطنية واستغلال الكم الكبير من المشيعين واخذ الجثمان باتجاه شارع الصادق ثم ساحة الميدان واعلان الثورة هناك من خلال الشعارات والهتافات والتوجه به صوب ثورة العشرين (هذا بعد ان تم توزيع المجاميع في فروع شارع الصادق " العگود والدرابين" وصولا لساحة الميدان وامتدادا باتجاه ثورة العشرين .وكان بينهم نساء مهمتهنَّ الصياح والصراخ وتحشيم الناس ضد النظام " لأن العراقي يفقد صوابه عندنا تنادبه المرأة بنخوتها " وبالفعل تم تنفيذ الخطة بنجاح لتكون النجف باكورة ورمز الثورة ضد نظام صدام حسين !!.
#ولكن المفاجأة !!!!.
عندما بوغتَ الثوار بخروج حوالي سريتين من قوات الطوارىء المدربة جدا " قوات خاصة " بلباس عسكري واسلحة ( كانت هذه القوة قادمة من خارج المحافظة ليلا ويبدو من بغداد ،وكامنة داخل الصحن العلوي الشريف) وحال محاولة خطف الجثمان من قبل الثوار وحسب كلمة السر اشتبكت معهم قوات الطوارىء ودار عراك وتدافع ضاري جدا على الأستحواذ على الجثمان ( ويبدو كانت الامن والاستخبارات تعرف بالخطة او تسربت لها أو هي ربما صدفة لا ندري) فنجحت القوة من اعادة الجثمان الى مكتبة الحكيم ..فتم حينها اعتقال حوالي ٢٨ شخصا من الثوار السريين وغير الثوار ولكن لضعف النظام وانهياره وخوفه حينها تم اطلاق سراحهم ليلا من مديرية الامن في النجف ( والتي لم يحدث في تاريخها ان اطلقت متهما خلال سويعات ) بعد اخذ تعهدات خطية منهم ولَم يمسهم احد وهذا لم يحدث قط في مديريات الأمن في العراق. ولكنه حدث و كان دلالة على رعب وخوف النظام وفروعه من الشعب ....وبقي النجفيون ينظمون بانفسهم سرا حتى تفجرت الانتفاضة وكانت عراقية بنسبة ٩٩،٩٩٪ وعلى الاقل في الاسبوع الأول منها !!!.
#ملاحظة :-
نجح الثوار العراقيين باخراج ١٤ محافظة عراقية من قبضة النظام خلال انتفاضة ١٩٩١ ولكن لم يضبطونها أمنيا ، بحيث كانت هناك ثغرات كبيرة استغلتها استخبارات النظام ولعبت دورا كبيرا في افشالها من الداخل ...ولكن مع ذلك تشكلت مجالس ونواة لادارة المدن بفضل الضباط والمثقفين والكفاءات وكانت ظاهرة جيدة قياسا مع الفترة الزمنية القصيرة والظروف القاسية والمرعبة التي كانت محيطة بالحدث .
ولكن كان لبعض رجال الدين دورا كبيرا في بلع الانتفاضة والاستيلاء عليها واسقاطها عندما استولوا على الثورة وابعدوا الثوار الحقيقيين عنها فعادوا الى بيوتهم وتم ملأ مكانهم وفراغهم بالطارئين وسُمح بتسلل من هم غير عراقيين مع عراقيين كانوا في دول محددة ليبسطوا نفوذهم فبدأ النفور منهم ولهذا نجح صدام في اعادة المدن الخارجة عّن سيطرته !!.